مجلس الطلبة
منذُ المرة الأولى التي سمعت فيها بانتخابات مجلس الطلبة في جامعة
بيرزيت، وأنا مشدود إلى سؤالٍ لم أعرف كيف لم أنتبه له حين كانت تمر قوافل
السيارات من أمام بيتنا قبل عدة سنين فَرَحاً بفوز حزب
كذا في انتخابات مجلس طلبة جامعة الخليل، ولا أعرف لماذا لم يسأل أحدٌ نفسه هذا السؤال، سواء في جامعة بيرزيت أو غيرها، ونما هذا السؤال حين ناقشت هذا الموضوع مع صديقٍ لي ووجدت أنه لا يخالفني الرأي.
وسؤالي هو: لماذا يكون المتنافسون على مقاعد مجلس الطلبة أحزاباً سياسية أو أذرعاً طلابية تابعةً لها؟ ألا يستطيع الطلبة أن يبتعدوا عن الأحزاب السياسية والدفاع عن حقوقهم كطلاب؟
فكرت في إيجابيات وسلبيات هذا الأمر، في الإيجابيات لم أجد سوى أن الشباب الجامعي يعكس صورة الوضع السياسي لذلك المجتمع، وفي مجتمع كالمجتمع الفلسطيني يكون هذا ربما ضرورة لتقييم الوضع السياسي قبل الدخول إلى مرحلة انتخابات أو ما شابه.
ولكن من ضمن السلبيات أن الإيجابية الوحيدة التي ذكرتها تكرس الانقسام الداخلي، وتبعث بالانشقاقات والعصبية، وإن كذبني أحدهم سأذكرُ له أسماء أصدقائي الذين بدأوا ينظرون بطريقة مختلفة عندما أعلنت عن موقفي المخالف لآرائهم، وكم من الأشخاص الذين بدأوا يتجاهلون فُـلاناً حين يمر عنهم في الجامعة «لأنه محسوب ع جماعة كذا». ليس هذا فقط، بل إنني أرى أن المطالب النقابية التي يطالب بها الطلاب حالياً في مجالس الطلبة تحت إطار المسميات الحزبية يستطيعون المطالبة بها عندما يتحدثون كطلاب أو أحزاب نقابية، وكذلك فليس شرطاً أن يكون حزبٌ ما هو صوت الطلاب أو المُدافع الوحيد عن مطالبهم أمام الجامعة، فالقضية قضية قدرات شخصية، فإن «فلان» وهو ابن حزب كذا قادرٌ على القيام بما يقوم به تحت اسم حزبه، وقادرٌ على القيام بنفس الشيء عندما يكون تحت اسم حزبٍ نقابي.
وكذلك فإن هناكَ عدداً كبيراً من الأفراد المتميزين نقابياً والذين يستطيعون نقل صوت الطلبة إلى الجامعة، ولكنهم محرومون من دخول مجلس الطلبة في الجامعة، ومن ممارسة العمل النقابي لأن الحزب الذي ينتمون إليه يمثل أقلية في وطنهم. (أشعر بحاجةٍ للضحك هنا).
وكذلك فإنني أجد حاجة لأن يفسر لي أحدهم، لماذا على الأحزاب السياسية أن تكون متغلغلةً داخل الجامعات، ولم تكن الجامعةُ مضماراً سياسياً، بل إنها دون شك ودون معارضة أي حزب سياسي من الأحزاب المتنافسة على مقاعد مجلس الطلبة، هي مضمارٌ أكاديميٌ تربوي، كما أن الجامعات تفشل -برأيي- فشلاً ذريعاً في التأثر بـِ أو التأثير على الأحداث السياسية المواكبة التي تحاول التفاعل معها، فليس الاستماعُ إلى خطبةٍ من التنديدات والتوعدات يعد عملاً سياسياً مختلفاً عن ما نسمعه في الخارج، وما يزيد الأمرُ سوءاً أن الطلبة أنفسهم لا ينصرفون إلى العمل السياسي حين يعلّق الدوام بناءً على تطور مجرياتٍ سياسية.
ربما هناك إيجابيةً أغفلها أو أحاول أن أتغافلها، وهو أن الأحزاب السياسية تقدم الدعم المادي والمعنوي للكتل الطلابية في وجه الجامعة، ولكن هذا برأيي يضعف من قدرة الطلاب أنفسهم على مواجهة المشاكل، ويقلل من ثقتهم بأنفسهم، بل ويهمش وجودهم.
مالك أبو عريش
كذا في انتخابات مجلس طلبة جامعة الخليل، ولا أعرف لماذا لم يسأل أحدٌ نفسه هذا السؤال، سواء في جامعة بيرزيت أو غيرها، ونما هذا السؤال حين ناقشت هذا الموضوع مع صديقٍ لي ووجدت أنه لا يخالفني الرأي.
وسؤالي هو: لماذا يكون المتنافسون على مقاعد مجلس الطلبة أحزاباً سياسية أو أذرعاً طلابية تابعةً لها؟ ألا يستطيع الطلبة أن يبتعدوا عن الأحزاب السياسية والدفاع عن حقوقهم كطلاب؟
فكرت في إيجابيات وسلبيات هذا الأمر، في الإيجابيات لم أجد سوى أن الشباب الجامعي يعكس صورة الوضع السياسي لذلك المجتمع، وفي مجتمع كالمجتمع الفلسطيني يكون هذا ربما ضرورة لتقييم الوضع السياسي قبل الدخول إلى مرحلة انتخابات أو ما شابه.
ولكن من ضمن السلبيات أن الإيجابية الوحيدة التي ذكرتها تكرس الانقسام الداخلي، وتبعث بالانشقاقات والعصبية، وإن كذبني أحدهم سأذكرُ له أسماء أصدقائي الذين بدأوا ينظرون بطريقة مختلفة عندما أعلنت عن موقفي المخالف لآرائهم، وكم من الأشخاص الذين بدأوا يتجاهلون فُـلاناً حين يمر عنهم في الجامعة «لأنه محسوب ع جماعة كذا». ليس هذا فقط، بل إنني أرى أن المطالب النقابية التي يطالب بها الطلاب حالياً في مجالس الطلبة تحت إطار المسميات الحزبية يستطيعون المطالبة بها عندما يتحدثون كطلاب أو أحزاب نقابية، وكذلك فليس شرطاً أن يكون حزبٌ ما هو صوت الطلاب أو المُدافع الوحيد عن مطالبهم أمام الجامعة، فالقضية قضية قدرات شخصية، فإن «فلان» وهو ابن حزب كذا قادرٌ على القيام بما يقوم به تحت اسم حزبه، وقادرٌ على القيام بنفس الشيء عندما يكون تحت اسم حزبٍ نقابي.
وكذلك فإن هناكَ عدداً كبيراً من الأفراد المتميزين نقابياً والذين يستطيعون نقل صوت الطلبة إلى الجامعة، ولكنهم محرومون من دخول مجلس الطلبة في الجامعة، ومن ممارسة العمل النقابي لأن الحزب الذي ينتمون إليه يمثل أقلية في وطنهم. (أشعر بحاجةٍ للضحك هنا).
وكذلك فإنني أجد حاجة لأن يفسر لي أحدهم، لماذا على الأحزاب السياسية أن تكون متغلغلةً داخل الجامعات، ولم تكن الجامعةُ مضماراً سياسياً، بل إنها دون شك ودون معارضة أي حزب سياسي من الأحزاب المتنافسة على مقاعد مجلس الطلبة، هي مضمارٌ أكاديميٌ تربوي، كما أن الجامعات تفشل -برأيي- فشلاً ذريعاً في التأثر بـِ أو التأثير على الأحداث السياسية المواكبة التي تحاول التفاعل معها، فليس الاستماعُ إلى خطبةٍ من التنديدات والتوعدات يعد عملاً سياسياً مختلفاً عن ما نسمعه في الخارج، وما يزيد الأمرُ سوءاً أن الطلبة أنفسهم لا ينصرفون إلى العمل السياسي حين يعلّق الدوام بناءً على تطور مجرياتٍ سياسية.
ربما هناك إيجابيةً أغفلها أو أحاول أن أتغافلها، وهو أن الأحزاب السياسية تقدم الدعم المادي والمعنوي للكتل الطلابية في وجه الجامعة، ولكن هذا برأيي يضعف من قدرة الطلاب أنفسهم على مواجهة المشاكل، ويقلل من ثقتهم بأنفسهم، بل ويهمش وجودهم.
مالك أبو عريش