الدم في اليرموك يستخدم لكسب المال هنا في فلسطين


الدم في اليرموك يستخدم لكسب المال هنا في فلسطين، بقلم: مالك أبو عريش

لجأت مجموعة من الطامعين بالمزيد من الأموال إلى استغلال الأزمة التي يمر بها مخيم اليرموك للحصول على المزيد من المال، وللترويج لحملات ومؤسسات فلسطينية، فلم تكن إلا كمن يرغب بالمزيد من الدماء من أجل أن يزداد ربحه، الأمر أشبه بمن يتلذذ بالدماء.

ربما نحن الآن نعيش في عصرٍ بلا قيم انسانية، وأن الكوكب الذي نعيش فيه هو كوكب منزوع المشاعر، وأن القيم الموجودة هي القيم المادية، التي يقف المال على رأسها، كل شيء تحول إلى عاديٍ ممكن، كل  شيء.





خلال تصفحي للفيس بوك، وجدت بعض الاعلانات التي تتخذ من صورة التضامن مع مخيم اليرموك وسيلة للترويج لحملات اعلانية تقوم بها، ومن خلالها كان يدعو الناشرين إلى الضغط على زر لايك للصفحة للمعلنة، وليس لأي شي آخر، من أجل دعم المخيم كما يدعون، ولو كان فرضاً أن الضغط على ذلك الزر سيخدم اليرموك بأي شيء، فإنني لن أقتنع ان اشتراكي في صفحة مؤسسة فلسطينية عريقة ومعروفة سيوفر الأكل لطفل بائس.

بالإضافة إلى ذلك، كانت بعض المؤسسات المعروفة أيضاً تعلن أنها ستتبرع بنفس المبلغ الذي تتبرع فيه انت في حال لو قمت بارسال رسالة إلى رقم معين من خلال جوالك بقيمة 1 شيكل، وأنك كلما أرسلت رسائلاً فإنها ستتبرع بمثلها، أعادني ذلك إلى حملات دعم محمد عساف بالطريقة ذاتها، محمد عساف لوحده حصل على الدعم المضاعف الذي تبرع فيه البنك والمُرسل لتلك الرسائل، وبنفس الطريقة تتوفر الأموال لدعم كل الأطفال والنساء والشيوخ والشباب في المخيم المحاصر، ولكن الفارق أن تكلفة رسالة دعم محمد عساف كانت تبلغ 1 شيكل ونصف.

وما جعلني ناقماً على وضعنا الحالي، أنني أعتقد أن هذه الجهات تهدف إلى تحسين صورتها أمام الجمهور العام، من خلال ادعائها بأنها تدعم مخيم اليرموك، كونه الشغل الشاغل للفلسطينيين في الوقت الحالي ولا سيما فئة الشباب منهم.


لو كان هذا التصرف صادراً عن مؤسسة غير فلسطينية، ربما لقلت  إن كان الدم الفلسطيني رخيصٌ على غير الفلسطيني، أو أن هناك من لم يعايش ظروف اللجوء ولم يعرف ظروفه، وربما دفعه الجشع إلى تصرف مثل هذا، ولكن عندما يأتي هذا التصرف من قبل مؤسسة فلسطينية فاعلم أن الواقع أصعب مما تتخيل، واعلم أن الدم الفلسطيني لم يعد يحن للدم الفلسطيني، ولو كان هذا التصرف صادر من مؤسسة صغيرة، لربما قلت إن البدايات صعبة، وأن هناك من يحتاج إلى شيء يتسلق عليه، دون أن أقبل بهذا على كل حال، ولكنه أتى من مؤسسة كبيرة معروفة، الا تستطيع هذه المؤسسات دعم اليرموك مباشرةً دون تبرعات الناس.

أضف إلى ذلك إلى أن معظم حملات دعم اليرموك صاحبها اعلان على وسيلة اعلامية أو موقع الكترونية معروف، كما لو كانت تلك المؤسسات تريد أن تقول للجمهور بشكل غير مباشر: نحن نفعل الخير ونقدم المساعدة للمحتاجين.

 كفى متاجرة بالدم الفلسطيني.

شاركني رأيك

إذا كنت لا تملك حساباً على الفيس بوك أو لا ترغب بالتعليق باستخدام حساب الفيس بوك بامكانك نشر تعليقك باسم مجهول
لن يتطلب منك ذلك إدخال أي معلومات عنك
إختر من القائمة المنسدلة مجهول

.

أهلا وسهلا بكم في مدونة التوأم أنس ومالك أبو عريش، نرحب بتعليقاتكم وتفاعلكم معنا