هل ستُعيد اسرائيل احتلال الضفة الغربية بعد حملات المقاطعة؟

بقلم: مالك أبو عريش
في ظل منطقةٍ شبه منزوعة السلاح، أو على الأقل مسيطرٍ على السلاح فيها، فإن اسرائيل قادرةٌ بسهولة أن تعيد احتلال الضفة الغربية، وربما طرد السكان بشكل نهائي، وتكرار ما حدث في عدة مراتٍ سابقة.
ولكن لماذا لا تفعل ذلك اسرائيل طالما أنها قادرةٌ على ذلك؟، إن اسرائيل تفكِرُ بطريقةٍ ذكية، فهي تستفيد عملياً من وجود المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية كونهُم سوقاً كبيراً لمنتجاتهم، وأيدٍ عاملةٍ رخيصة توفر لهُم حاجتهَم من العاملين في أراضيها، فالأولى تدعم الاقتصاد الاسرائيلي بشكل خيالي، وتوفر سيولةً كبيرة للاحتلال، تساهم في شراء السلاح الذي يقتل به الفلسطينيون، فيدفع الفلسطيني ثمن الحرب على الفلسطيني، بالإضافة إلى أنها تساهم في إبقاء الاقتصاد الفلسطيني ضعيفاً وغير قادرٍ على مواجهة التحديات، وطالما كان الحال على هذه الشاكلة فإن من مصلحة الاحتلال أن يبقى الوضع على ما هو عليه، فيستفيد بشكل مستمر، وأكثرَ مِن لو احتل هذه المناطق بالطريقة الاعتيادية.
وفي هذه الحالة وجد الاحتلال الاسرائيلي نفسه مفضلاً تحمُل بعض اللسعات الأمنية التي قد تحصل بين وقت وآخر مقابل استمرار الوضع على ما هو عليه.
ولكن مع تنامي ظاهرة المقاطعة الشاملة في الأراضي الفلسطينية لبضائع المنتجات الاسرائيلية، وإيجاد مشكلة حقيقية طالت المصانع الاسرائيلية عندما استغنت عن عدد كبير من عمالها، وتحول هذه الفرقية لصالح الاقتصاد الفلسطيني، فإن الوضع قد يبدو مقلقاً بالنسبة للاسرائيليين، فالفلسطيني لم يعد يدفع فاتورة الحرب الاسرائيلية، والاقتصاد الاسرائيلي لم يعد يجد في الفلسطيني سوقاً تجاريةً يستفيد منها بشكل كبير، لذلك فإن الاسرائيلي قد يجد نفسه مضطراً لاعادة احتلال الضفة الغربية واخضاعها بالقوة، فقط لشراء منتجاتها.

شاركني رأيك

إذا كنت لا تملك حساباً على الفيس بوك أو لا ترغب بالتعليق باستخدام حساب الفيس بوك بامكانك نشر تعليقك باسم مجهول
لن يتطلب منك ذلك إدخال أي معلومات عنك
إختر من القائمة المنسدلة مجهول

.

أهلا وسهلا بكم في مدونة التوأم أنس ومالك أبو عريش، نرحب بتعليقاتكم وتفاعلكم معنا